بسم الله الرحمن الرحيم
مقدم لفضيلة الأستاذ الدكتور عيد حجيج الجهني .. حفظه الله .
التربية عند أحمد بن مسكويه
المقدمة :
يتميز كل عصر بفكره وفلسفه حياته, والمسلمون الأوائل
خلفوا تراثاً فكرياً وتربوياً ينبغي أن نعتز به, لأنه يعكس صورة الماضي, وبالتالي يضيء
لنا طريق الحاضر والمستقبل, بقدر رجوعنا إليه واستشهادنا به, وأن نأخذ منه ما يتفق
مع ظروفنا الراهنة وقضايانا المعاصرة فإننا للأسف لا نعرف إلا القليل من تراثنا عن
جهل, أو تقليد للتربية الغربية .
لذا وجب علينا ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين
أن نعود إلى فكرنا وتراثنا العربي الإسلامي, وأن نستفيد منه لأن العمل للحاضر والمستقبل
لا يتم إلا بالرجوع إلى الماضي وذلك "لأن حاضرنا لا يستغني عن ماضينا, وعن الفحص
الدقيق لأرضه التي يقوم عليها البناء الجديد". ([1])
ولما كان الفكر التربوي في
الإسلام يعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة, فقد كانت أول مدرسة شهدها
الإسلام هي دار الأرقم بن أبي الأرقم في مكة, ثم كان مسجده في المدينة هو الثاني. ([2])
وبمرور الأيام وتغيرات المجتمع
الإسلامي ظهر الفقهاء والعلماء والأدباء والفلاسفة وظهر معهم فكر تربوي إسلامي أساسه
القرآن الكريم والسنة .
ومن هؤلاء ابن مسكويه والذي
عُرف على أنه عالم اجتماع ولكن له آراء تربوية ذكرها في كتابه تهذيب الأخلاق, وسوف
يسعى هذا البحث للوقوف على هذه الآراء التربوية .
مشكلة البحث :
التربية الإسلامية هي النابعة
من القرآن الكريم والسنة المطهرة, وفي الوقت الحاضر ينادي علماء التربية المسلمين بإتباع
أقوال علماء الغرب من غير المسلمين, ومع أن بعض آرائهم جيدة, إلا أن الكثير منها يخالف
الإسلام, لذا وجب علينا الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة وإلى تراث علماء الإسلام للاستفادة
منه في حل قضايانا المعاصرة, وفي ضوء ذلك يمكن تحديد مشكلة البحث في السؤال التالي:
ما هي الآراء التربوية لابن مسكويه ؟
أهداف البحث :
هدف هذا البحث إلى الكشف عن
الآراء التربوية لابن مسكويه من خلال كتابه تهذيب الأخلاق ومؤلفاته الأخرى.
أسئلة البحث :
يجيب البحث عن السؤال الآتي
:
1-ما هي الآراء التربوية لابن
مسكويه ؟
أهمية البحث :
تبرز أهمية البحث في أنه يسعى
إلى التعرف على الآراء التربوية لابن مسكويه .
حدود البحث :
سوف يقتصر هذا البحث على الآراء
التربوية لابن مسكويه من خلال مؤلفاته وبعض ما نقل عنه .
منهج البحث :
يعد المنهج الوصفي هو أنسب
المناهج البحثية لتحقيق هدف البحث .
مصطلحات البحث :
1-التربية: تعرّف التربية
بأنها "تنمية الوظائف الجسمية والعقلية والخلقية حتى تبلغ كمالها عن طريق التدريب
والتثقيف"([3])
ويقصد بها عند علماء التربية نمو الكائن البشري
من خلال الخبرة المكتسبة من مواقف الحياة المتنوعة, ويقصد بالنمو اكتساب خبرات جديدة
متصلة ومرتبطة ارتباطاً معيناً لتكون نمطاً خاصاً بشخصية الفرد وتوجهه إلى المزيد من
النمو ليتحقق بذلك أفضل توافق بين الفرد وبيئته. ([4]) .
2-التربية الإسلامية: تعرّف
بأنها "المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في إطار فكري واحد يستند إلى المبادئ والقيم
التي أتى بها الإسلام والتي ترسم عدداً من الإجراءات والطرائق العملية يؤدي تنفيذها
إلى أن يسلك الفرد سلوكاً يتفق مع عقيدة الإسلام"([5]) ويمكن تعريفها من خلال
الربط بين مفهوم التربية ومفهوم الإسلام بأنها "إحداث تغيير في سلوك الفـرد في
الاتجـاه المرغوب فيه من وجـهة نظر الإسـلام" ([6])
3-الفكر التربوي: ويقصد به
"ما أبدعته عقول الفلاسفة والمربين عبر التاريخ فيما يخص مجال التعليم الإنساني,
وتنمية الشخصية وشحذ قدرتها ويتضمن النظريات والمفاهيم والقيم والآراء التي وجهت عملية
تربية الإنسان" ([7])
4-الفكر التربوي الإسلامي:
وهو عبارة عن مجموعة الآراء والأفكار والنظريات التي احتوتها دراسات الفقهاء والفلاسفة
والعلماء المسلمين وتتصل اتصالاً مباشراً بالقضاء والمشكلات التربوية ([8])
المبحث الأول
نبذه عن أحمد بن مسكويه
أبو علي الخازن هو أحمد
بن محمد بن يعقوب المشهور بلقب ابن مسكويه ولقبه مسكويه نسبة إلى المسك.
ويسمى أيضا في كتب التراث بمشكويه وهي مدينة بقرب الري. ولد أحمد في بلاد
فارس في مدينة الري. طلب العلم بهمة عالية ووجد غرامه في القراءة والإطلاع على كتب
الأدب والتاريخ والكيمياء والفلسفة. وفي بغداد دخل قصور الوزراء فكانوا يستعينون
به ويثقون فيه ويستشيرونه ثم اتصل بابن العميد وأخذ من أدبه ثم أصبح خازنا للكتب
في مكتبة عضد الدولة بن بويه فزاد إطلاع ابن مسكويه وتوسعت دائرة ثقافته وتوثقت
علاقاته بأركان الفكر في عصره واستقلت شخصيته. برع ابن مسكويه بالأدب والفلسفة
والتاريخ والأخلاق واهتم بالكيمياء ويُقال أنه حاول أن يصنع الذهب فلم يفلح.
كان الخازن في ذلك العصر
يحتفظ بالكتب ويرمم شعثها ويبذلها للمحتاج إليها ويسهل استعارتها للفقراء وعلى
الخازن أن يراعيهم أكثر من الأغنياء. وليس للخازن أن يعير الكتاب إلا برهن. ولقد
ذكر العلماء أهمية هذه المهنة وواجباتها كما فعل عبدالوهاب السبكي في كتابه معيد
النعم (ص 88) وعلى هديه كتاب ابن طولون الصالحي الدمشقي في كتاب نقد الطالب لزغل
المناصب.
ذكر ابن سينا في القانون
في الطب "مسكويه هو أبو فاضل في العلوم الحكمية متميز فيها خبير بصناعة الطب
جيد في أصولها وفروعها ولمسكويه من الكتب "كتاب الأشربة" "كتاب
الطبيخ" كتاب تهذيب الأخلاق" ص 2330). ([9])
وقال القفطي في أخبار
العلماء بأخيار الحكماء "مسكويه: أبو علي الخازن من كبار فضلاء العجم وأجلاء
فارس له مشاركة حسنة في العلوم الأدبية ... وله مناظرات ومحاضرات وتصانيف في العلوم فمن تصانيفه كتاب أنس الفريد
وهو أحسن كتاب صنف في الحكايات القصار والفوائد اللطاف"
كان ابن مسكويه شديد
التأثر بفلاسفة اليونان مثل أفلاطون وأرسطو وبروسن وجالينوس وحاول في كتاباته
الجمع والتوفيق بين الشريعة الإسلامية والفلسفة اليونانية. ثقافته هي خليط من
ثقافة العرب والهند والفرس واليونان. قرأ ابن مسكويه كتب الفلاسفة وثقف الفلسفة
اليونانية ونقل الكثير من آراء فلاسفتهم وتبناها في مناقشاته. شكل النموذج السياسي
عند الفرس قبل الإسلام الكثير من آراء ابن مسكويه فيما يتصل بالتربية السياسية
فأبرز ملامح العدل وتطبيقاته من الشواهد الإسلامية وألحقها ببعض النماذج الفارسية
طبقاً للتجربة الساسانية.
نهج ابن مسكويه نهج
الفلاسفة في تبني أفكاره وربطها بأدبياتهم ومناقشاتهم وآمن أن الشريعة
الإسلامية وشعائرها تشمل على منهج واضح في رياضة النفس وتهذيب الخلق وأنها تعلي من
شأن العقل وهي بذلك تنسجم مع معطيات الفلسفة.
كان ابن مسكويه مؤرخا
وأديبا وحكيما ومبتكراً وفي كتبه دلالة على ذلك.
أهم كتب هذا العالم الجليل:
"تهذيب الأخلاق وتطهير
الأعراق" وهذا الكتاب من أهم وأقدم كتب التربية الأخلاقية.
"تجارب الأمم وتعاقب
الهمم" وهو كتاب تاريخي قال عنه العلماء "كتاب عظيم النفع" (حاجي
خليفة).
"آداب العرب والفرس".
"كتاب السعادة".
"أنس الفريد".
"فوز النجاة.
وهو كتاب في الأخلاق.
"الأدوية
المفردة".
"كتاب في تركيب
الباجات من الأطعمة". وهذا الكتاب يدل على سعة علمه وعلى سبقه التاريخي في
الكتابة التفصيلية عن فنون الطبخ.
من الواضح أن ميله الكبير
لفلاسفة اليونان جعله يحاول أن يصبغ أفكاره بثمار نتاجهم دون الإخلال بقواعد
الأخلاق الإسلامية التي آمن أنها تدعو إلى المحبة والحكمة والخير والفضيلة والعدل.
عاصر ابن مسكويه شخصيات علمية فذة مثل ابن العميد الأديب، وابن سينا الطبيب، والبيروني
الجغرافي الشهير. اتسم عصر البوهيّين بالتوسع في الترجمة والتفنن بكتابة الكتب
بأسلوب مسجَّع وشهد أيضاً العناية، بالكتب والمكتبات، والمحاضرات والمناظرات
العلمية بين العلماء وفي قصور الأمراء، وتنوعت العلوم النقلية والعقلية.
يرى د. سعيد الديوه جي
(1988 م) أن ابن مسكويه وصل إلى نتائج دقيقة وصائبة لأنه فلسفته تقوم على أن تقويم
الأخلاق يقدم على التعليم وأن ما يتعلمه الطفل بالمحاكاة أكثر مما يتعلمه بالقول
وأن كرامة النفس من أول الأمور التي تنمى في الطفل كما أن حفظ المواعيد حتى
إنجازها من أهم الوصايا (ج 2، ص 234، 236، 240). درس خاتمي (2001 م) فكر ابن
مسكويه في التربية السياسية وتوصل إلى أن ابن مسكويه يرى أن الدين والحُكم توأمان،
لا يكتمل أحدهما إلا بالآخر فالإسلام هو الأساس والملك هو حارسه ويظهر الاستبداد
والتغلب إذا كان الحاكم فاقداً للعدالة. يرى ابن مسكويه أن النظام الساساني في
إيران قبل الإسلام يتضمن صورا مشرقة للعدل السياسي تتوافق مع المقاصد الإسلامية. ([10])
المبحث الثاني
من منظور فلسفي، يمكن
ملاحظة الآتي من دراستنا لبعض كتابات ابن مسكويه:
1-اهتم ببيان اختلاف
الفلاسفة في فهم طبيعة النفس البشرية وتساءل هل هي مطبوعة على الخير أو الشر؟
2-آمن ابن مسكويه بقدرة
التربية على التغيير، ويطلق على التربية اسم التأديب والتقويم والتهذيب
والسياسة ويقول "والشريعة هي التي تُقوم الأحداث وتعودهم الأفعال المرضية
وتعد نفوسهم لقبول الحكمة وطلب الفضائل والبلاغ إلى السعادة الإنسية بالفكر الصحيح
والقياس المستقيم وعلى الوالدين أخذهم بها وبسائر الآداب الجميلة بضروب السياسات
من الضروب إذا دعت إليه الحاجة أو التوبيخات إن صدتهم أو الإطماع في الكرامات أو
غيرها مما يميلون إليه من الراحات أو يحذرونه من العقوبات. حتى إذا تعودوا ذلك
واستمروا عليه مدة من الزمان كثيرة أمكن فيهم حينئذ أن يعلموا براهين ما أخذوه
تقليدا" (تهذيب الأخلاق، ص29).
3-آمن ابن مسكويه أن هناك
فروقاً فردية بين الناس ويجب أن يراعي المعلم ذلك فتحدث عن مراتب الناس في قبول
الأخلاق الفاضلة.
4-أن فلاسفة اليونان
ومدارسهم الفلسفية من أبرز المدارس الإنسانية التي حاولت سبر أغوار النفس وتحليلها
تحليلاً فلسفياً. من مدارسهم الفلسفية المدرسة الرواقية: والرواقية تاريخياً مذهب فلسفي أنشأه الفيلسوف
اليوناني زينون السيِّشيومي (336-264ق.م). سموا بالرواقيين لأن معلمهم زينون كان
يقوم بتعليمهم في رواق والرِّوَاقُ سقف في مقدم البيت. يؤمن الرواقيون كما يقول
ابن مسكويه أن الناس كلهم يخلقون أخياراً بالطبع ثم بعد ذلك يصيرون أشراراً
بمجالسة أهل الشر والميل إلى الشهوات الرديئة التي لا تقمع إلا بالتأديب فينهمك
فيها ثم يتوصل إليها من كل وجه ولا يفكر في الحسن والقبيح منها. ويؤمن الرواقيون
بوحدة الوجود وأن ليس في الوجود إلا المادة.
5-الحديث عن مصاحبة
الأخيار والأشرار المبثوث في كتابات ابن مسكويه فيه دلالة على فهم فلاسفة المسلمين
لأهمية الدور الاجتماعي والبيئة المحيطة وخاصة جماعة الرفاق في عملية التنشئة.
6-تتسم كتابات ابن مسكويه
بالأمانة العلمية والمنهجية في عرض الاختلافات العلمية والكتابة الموسعة الموثقة
لدراسة وبحث قضية واحدة من عدة جوانب وبعمق. من الواضح جداً أن ابن مسكويه يعرض
الآراء بأمانة علمية وتجرد ثم يقول رأيه ويرجح بين الآراء وفي هذا دليل على أن
الاجتهاد لا التقليد سمة من سمات المفكر.
7- تدل كتابات أعاظم
المفكرين في ميدان الفلسفة على أنه لا يمكن فصل التربية عن الفلسفة كما أن للتربية
أساسيات نفسية (سيكولوجية) واجتماعية (سسيولوجية).
8-الفكر الإنساني المفتوح
يتجاوز الحدود الجغرافية والزمانية فكل حضارة تتأثر بالأخرى وتنفتح عليها وتتمازج
مع بعض أفكارها وتظل انتاجات المفكرين معالم هامة للدراسات الجادة ليتم الاستفادة
من ثمارها وتجنب سلبياتها.
كتاب "تهذيب الأخلاق" من أهم
الآثار العلمية لأحمد بن مسكويه في ميدان التربية الأخلاقية. وفيما يلي جملة من
الآراء التربوية التي أشار إليها أحمد بن مسكويه:
حب الناس بعضهم للبعض الآخر واجب لأنهم
أعضاء لبدن واحد وقوام الإنسان بتمام أعضاء بدنه فكل واحد يتمم الآخر.
الأخلاق تتكون من أربع
فضائل وهي الحكمة والعفة والشجاعة والعدالة وهي مصدر سائر الفضائل. أضداد هذه
الفضائل: الجهل والشره والجبن والجور.
ربط بين الأخلاق السيئة
والأمراض النفسية كالخوف والحزن والغضب.
استخدم كلمة التهذيب
وتأديب وتقويم بمعنى التربية.
إتباع اللذات البدنية
الدنيئة تدمر الإنسان. يقول ابن مسكويه "والناس مائلون بالطبع الجسداني إلى
الشهوات فيكثر أتباعهم"(ص37). ([12])
يرى ابن مسكويه أهمية
تربية الطفل وطالب بضرورة وضع المناهج المتنوعة له لأن المناهج تلعب دورا كبيرا في
التأثير في شخصية المتعلم. يقول ابن مسكويه "فمن اتفق له في الصبا أن يربى
على أدب الشريعة ويؤخذ بوظائفها وشرائطها حتى يتعودها ثم ينظر بعد ذلك في كتب
الأخلاق حتى تتأكد تلك الآداب والمحاسن في نفسه بالبراهين. ثم ينظر في الحساب
والهندسة حتى يتعود صدق القول وصحة البرهان فلا يسكن إلا إليها ثم يتدرج حتى يبلغ
إلى أقصى مرتبة الإنسان فهو السعيد الكامل".
حذر من أن يسمع الطفل
الشعر الفاحش ونهاه عن الاستكثار من الطعام والانهماك في الملذات.
عقد فصلا في تأديب الأحداث والصبيان وأكثره
كما قال منقول من بروسن اليوناني ولعل تلك الآراء استفاد منها الغزالي رحمه الله
في كتابه إحياء علوم الدين ومما جاء في ذلك الفصل أهمية الحياء عند الطفل وأنه أول
منازل النجباء وأن النفس مستعدة للتأديب ويجب ألا تهمل. وأن نفس الصبي ساذجة لم
تنتقش بعد بصورة كما يقول ابن مسكويه فإذا نقشت بصورة فقبلتها نشأ عليها واعتادها.
حث ابن مسكويه على لبس الثياب البيضاء وطالب الطفل بحفظ مقطوعات أدبية من الأخبار
والأشعار فمن المعلوم أن الحاسة الأدبية تثري العقل وتجعل الخيال خصباً. لقد
أكد بن مسكويه على أن المعلم عليه أن يمدح المتعلم إذا ظهر منه خلق جميل وأن
يتغافل عن بعض الزلات. وطالب بمنع الطفل من النوم بالنهار وأيضا يمنعه من النوم
الكثير ليلاً لأنه يميت الخاطر. كما يجب أن يمنع من الفراش الوثير حتى يتصلب بدنه
ويتعود الخشونة. وطالب بتعويد الطفل الحركة والمشي وركوب الخيل والرياضة. في هذا
الفصل أيضا كشف عن أهمية الأخلاق والأدب وحسن التعامل مع المعلم وأكد على أهمية
اللعب والاستراحة في بعض الأوقات.
قرن
السعادة بالتربية وأكد على أن "الإنسان في ابتداء تكوينه محتاج إلى سياسة
الوالدين ثم إلى الشريعة الإلهية والدين القيم حتى تهديه وتقومه إلى الحكمة
البالغة ليتولى تدبير نفسه إلى آخر عمره" (ص85).
الدين عند ابن مسكويه هو
"وضع إلهي يسوق الناس باختيارهم إلى السعادة القصوى".
تكلم عن الصداقة ومدح
الصداقة بين الأخيار وحث على الإكثار منها لأنها تكون لأجل الخير وسببها هو الخير.
كيف يتم اختيار الصديق من
منظور بن مسكويه:
أولاً: يجب أن يكون الصاحب حسن العشرة والسلوك
مع أهله ثم مع أصدقائه.
ثانياً: يجب أن يحسن إلى
كل من يحسن إليه.
ثالثاً: أن لا يحرص على
محبة متاع الدنيا من ذهب وفضة.
رابعاً: أن لا يحب
الرئاسة والغلبة والترؤس.
خامسا: عليه أن يبتعد عن
اللهو المحرم.
يرى أحمد بن مسكويه أن لا يكثر الإنسان من
الأصدقاء إذا لم يستطع الوفاء بحقوقهم وأنه يجب أن لا يتتبع صغار عيوب صديقه. ولقد
توسع ابن مسكويه بآداب الصداقة وذكر منها تعاهد زيارة الصديق وعدم الاستهانة
باليسير من حقه إذا ألم به حادث وأن يتلقاه بالوجه الطلق والخلق الكريم وأن تظهر
له في عينيه وحركاته ما يدل على الحفاوة به وأن يتعامل مع أصدقاء صديقه بنفس
السماحة والسخاء. وعلى الصديق أن ينشر محاسن صديقه وأن يشترك معه في كل خير يحصل
عليه وأن ينصحه برفق.
من خلال تحليل كلام ابن مسكويه نجده يطالب بالتعليم
المستمر ويمكن استنباط أهم أسباب التعليم المستمر بما يلي:
أ-
أن العلم لا نهاية له وفوق كل ذي علم عليم.
ب _ أن ترك العلم يدل على
إعجاب الإنسان بنفسه وهو خلق ذميم.
ج - النسيان آفة العلم
وعلى الإنسان أن يجدد معارفه وعلومه كي يسلم من تلك الآفة.
د - ترك طلب العلم دليل
الكسل وهو بخلاف أخلاق السعي والعمل.
و- من أسباب سعادة
الإنسان طلبه للعلم ففيه لذة مطالعة الحكمة.
ز- لا يخلو الإنسان من
الجهل وعلاج الجهل هو العلم فالحكمة هي التي تخلص الإنسان من الظنون الكاذبة التي
هي نتائج الجهالات.
طالب بمحاسبة النفس
ومعاقبتها كلما ارتكب الإنسان السيئات وذلك بالالتزام ببعض الأعمال الصالحة التي
بها كد وتعب مثل صلاة النوافل. ومن وسائل محاسبة النفس ومعرفة العيوب قبول نصيحة
الأصدقاء بل ويدعو أحمد بن مسكويه إلى ما دعا إليه جالينوس من أن خيار الناس
ينتفعون بأعدائهم فطالب الفضيلة يستفيد من كل الناس إذا رأى الحكمة عندهم.
أشار إلى الفروق الفردية
بين الناس وكما يقول أن "الفضل مقسوم بين البشر وليس يكمل الواحد منهم إلا
بفضائل غيره. وكل من كانت فضيلته عند غيره فواجب عليه أن لا يعجب
بنفسه"(162).
المبحث الثالث
لماذا كتب ابن مسكويه كتاباً كاملاً عن تهذيب
الأخلاق وتطهير الأعراق؟
لعله تأثر بتراث اليونان
واستسلم لفكرهم الوافد ولكن المسألة ليست بهذه البساطة! إن مقصود الإسلام هو
الارتقاء بالخلق وكلما تهذبت أخلاق الأمم كلما تقدمت في مضمار الحضارة. ولأن
للأخلاق مقومات راسخة أراد ابن مسكويه أن يبينها للسائرين في درب تهذيب النفس كما
أنه أراد أن يرد على الشبهات التي تتردد على ألسنة بعض الفلاسفة الذين يرون أن
الأخلاق وراثية لا تتغير فلا حاجة للتربية والتعليم.
إننا نعتقد أنه أراد أن يثبت أن فضائل العقل لا تتعارض مع فرائض الدين وأن للتهذيب
طرائق عملية كثيرة ينبغي الإطلاع عليها والاسترشاد بها. لقد كان يهدف إلى أن يشرح
لمحبي الفلسفة أن التربية الإسلامية لا تتناقض مع كثير من الفضائل المعروفة في
الحضارات السابقة فبعضها يتفق مع مضمون الفكر الإسلامي. وأخيراً فإنه أراد أن يبين
أن الخلق الحميد هو أساس التفاضل بين الناس لا الحسب أو الرئاسة.
ولنترك ابن مسكويه يجيب بأسلوبه عن سؤالنا: لماذا كتب
ابن مسكويه كتاباً عن تهذيب الأخلاق؟
يقول ابن مسكويه في مقدمة كتابه تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق" غرضنا في هذا الكتاب
أن نُحَصِّل لأنفسِنا خُلُقاً تَصدر به عنا الأفعال كلها جميلة وتكون مع ذلك سَهلة
علينا لا كُلفة فيها ولا مشقة ويكون ذلك بصناعة وعلى ترتيب تعليمي والطَّريق في
ذلك أن نعرف أولاً نفوسنا ما هي وأي شيء هي ولأي شيء أُوجدت فينا، أعني كمالها
وغايتها، وما قواها وملكاتها التي إذا استعملناها على ما ينبغي بلغنا بها هذه
الرُّتبة العلية وما الأشياء العائقة لنا عنها وما الذي يزكيها فتُفلح وما الذي
يُدسيها فتخيب فإنَّ الله عزَّ من قائل يقول: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7}
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9}
وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا {10}" (سورة الشَّمس) . ولما كان لكل صناعة مبادٍ
عليها تبتني وبها تحصل وكانت تلك المبادئ مأخوذة من صناعة أخرى وليس في شيء من هذه
الصِّناعات أن تُبين مبادئ أنفسنا كان لنا عذر واضح في ذكر مبادئ هذه الصِّناعة
على طريق الإجمال والإشارة بالقول الوَجيز وإن لم يكن مما قصدنا له وإتباعها بعد
ذلك بما توخيناه من إصابة الخُلق الشَّريف الذي يشرف شرفاً ذاتيّاً حقيقياً لا على
طريق العرض الذي لا ثبات له ولا حقيقة أعني المكتسب بالمال والمكاثرة أو السَّلطان
والمغالبة."
يحتوي كتاب "تهذيب الأخلاق" على
مباحث عديدة منها:
تعريف الخلق.
مناقشة دور الوراثة
والبيئة في تشكيل السلوك الإنساني.
التفريق بين الخير
والسعادة.
طرائق تهذيب الأخلاق
وتربية الصبيان.
مناقشة المشكلات
الاجتماعية والنفسية العارضة (الحزن – الغضب- الخوف) مع تقديم الحلول.
التعريف المهارات
الحياتية مثل آداب الصداقة وآداب الطعام والشراب وآداب الملبس.
سرد بعض محاسن الشريعة
الإسلامية.
تلخيص نظرية التربية
الأخلاقية عند اليونان.
حفظت الكتب التراثية
الكثير من النظرات الفلسفية المتناثرة لابن مسكويه ويمكن أن تندرج تحت علم النفس
التربوي ومن هذه النظرات:
"إننا قابلون
للإصلاح" هكذا أكد ابن مسكويه هذا الأصل في مقدمة تهذيب الأخلاق. الوراثة
تلعب دوراً كبيراً في تشكيل السلوك ولكن دور التربية أكبر في تغيير النفوس. قال
ابن مسكويه "إن أخلاق النفس وإن كانت تابعة لمزاج البدن فإن التأديب والسياسة
تصلح منها إصلاحاً كثيراً" (التوحيدي، ص 163). وقال عن التأديب والتعليم "إن
الأدب يجري في النفس مجرى القوت من البدن" (التوحيدي، الهوامل والشوامل، ص
168)([13])
. التربية عملية اجتماعية والإنسان دائم الأنس بالناس هكذا ينظر ابن مسكويه
للإنسان ككائن اجتماعي مدني بالطبع.
الطفل يعشق سماع
القصص الخرافية وكلما كبر أحب معرفة الحقائق (التوحيدي، الهوامل والشوامل، ص 7).
يؤمن ابن مسكويه أن المهارات إذا لم نمارسها لم
نتقنها فيقول "إن الصناعات لا يكتفي فيها بالتعلم المتقدم والمعرفة السابقة
بها حتى يضاف إلى ذلك العمل الدائم والإرتياض الكثير وإلا لم يكن الإنسان ماهراً.
والصانع هو الماهر بصناعته. مثال ذلك الكتابة فإن العالم بأصولها وإن كان سابق
العلم غزير المعرفة إذا أخذ العلم ولم تكن له دربه انقطع فيها ولم ينفعه جميع ما
تقدم من علمه بها. وكذلك حال الخياطة والبناء وبالجملة كل صناعة مهنية كقيادة
الجيش ولقاء الأقران في الحروب ليس تكفي فيها الشجاعة ولا العلم بكيفيتها حتى يحصل
فيها الإرتياض والتدريب فحينئذ تصير صناعة" (التوحيدي، الهوامل والشوامل، ص
168).
من قواعد الصحة
النفسية عند ابن مسكويه التفاؤل. يقول ابن مسكويه "وإنما يحسن العيش وتطيب
الحياة في الظن الجميل والأمل القوي" (ص172). وهذا الأمر من أهم قواعد النجاح
في معترك الحياة فلا حياة كريمة من غير الأمل الصادق، والتفاؤل الجميل، والإرادة
القوية .
المبحث الرابع
آراء ابن مسكويه في المعلم :
ركز ابن مسكويه على المعلم
ورأي أن تتوفر فيه الأخلاق والقيم السامية لأنه قدوة لتلاميذه في كل شيء وذكر بعض الصفات التي يجب على المعلم الاتصاف بها:
1- أن يكون ذا شخصية وأخلاق
عالية
يقول ابن مسكويه :
" على المعلم أن يكون من ذوي الأخلاق الفاضلة
، حلو الكلام خلق الوجه لين العريكة ، جميل المظهر لا يوحشهم يحادثهم بما يفهمونه ويتدبرونه
"
يبين ابن مسكويه صفات هامة في المعلم منها
:-
• الأخلاق الحميدة ، وحسن المظهر .
• مخاطبة تلاميذه حسب أعمارهم وعقولهم وهي ما تنادي به التربية الحديثة
في مراعاة الفروق الفردية
2- أن يتعرف على ميول ورغبات
التلاميذ
" على المعلم أن يبدأ بدرس نفوس الأطفال وما
يميلون إليه ويرغبون به ، ويقبلون على تلقيه فيفعل هذا ويتبع معهم طريقة رشيدة في توجههم
إلى الأخلاق الفاضلة وخاصة أن نفوسهم في هذه المرحلة ساذجة قابلة لتلقي كل ما يحسن
الإلقاء إليه " .
ثم يبين الضرر الحاصل إذا لم نتبع ذلك فيقول
:-
" وإذا أهملت تلك الطباع ولم ترصن بالتأديب
والتقويم يشاكل إنسان على سوء طباعة وبقي عمره كله على الحال التي كان عليها في طفولته
يبين ابن مسكويه أن المعلم الناجح عليه :-
• التعرف على رغبات التلاميذ وميولهم .
• أن يوجه ميول التلاميذ واستعداداتهم في الوجهة الصحيحة .
• أن يزودهم ويربيهم على الأخلاق الحميدة .
• عدم ترك التلاميذ على ما هم عليه من طباع لأنها إذا كانت غير سوية ولم
تعدل منذ الصغر سوف تصاحبه مدى العمر ويصعب تغيرها .
وهذا ما تنادي به نظريات علم النفس الحديثة بأن
أهم سنوات الطفل هي السنوات الأولى
3- على المعلم أن ينمي في
الطفل كرامة النفس
" فالأولى بمثل هذه النفس أن تنبه أبراً على
حب الكرامة لا سيما ما يحصل منها بالدين دون المال ويلزم سننه ووظائفه ثم يمدح الأخيار
عنده وتمدح تصوفي نسه إذا ظهر شيء جميل منه ويخوف من المذمة على أدنى قبيح ليظهر منه
مما سبق نجد ابن مسكوية يطلب
من المعلم :-
• أن يغرس في طلابه كرم النفس وأن يعتز الطالب بنفسه .
• أن يعوده على المحاورة والمناقشة والاستماع للرأي الآخر .
• أن يصل للحق بطريقة سليمة .
• توضيح ذلك من خلال قصص الأنبياء والصالحين وما امتازوا به من الصفات
الحميدة .
• أن يمدح تلاميذه على فعل الخير ،ويلوم الطفل القبيح .
4- على المعلم متابعة التلميذ
والتقويم المستمر
ويؤكد ابن مسكويه
" أنه إذا ما بدأ صلاح الطفل فلا يهمل ، بل
يستمر في إرشاده وتهذيبه والثناء عليه حتى ترسخ الأخلاق في نفسه فلا يحيد عنها ويحمله
على حفظ الأخبار والأشعار التي فيها حث على الفضائل وهكذا يستمر معه حتى تكون له خلقاً
ثابتاً معه .
ومن مهام المعلم كما يرى ابن مسكويه :-
• يقوم بإصلاح الطفل وتهذيبه .
• يقوم بتلك العملية حتى ترسخ الأخلاق ثم يقوم بعملية التقويم ويعرف ما
هو صحيح فيعززه وما هو خطأ فيقومه ، حتى يكون عند التلميذ أخلاقاً حميدة تصبح له طباعاً
لا يحيد عنها .
[5-أن يراعي المعلم الفروق
الفردية بين التلاميذ
يقول ابن مسكويه :-
" وما مرارة الناس في قبول هذه الآداب ،
التي سمناها خلقاً والمسارعة التي تعلمها والحرص عليها فإنها كثيرة وهي تشاهد وتعاين
فيهم ، ومن الأحوال المتفاوتة ما تعرف به مراتب الإنسان في قبول الأخلاق الفاضلة وتعلم
معه أنهم ليسوا على رتبة واحدة وأن فيهم المتواني والممتنع والسهل والسلك ، والفظ العسر
والخير والشرير والمتوسطون بين هذه الأطرف في مراتب لا تحصى كثرة وإذا أهملت الطباع
ولم ترض بالتأديب والتقويم تشاكل إنسان على سوم طباعه وبقي عمره كله الحال التي كان
عليها في الطفولة " .
يدعو ابن مسكويه المعلم أن :-
• يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ حيث أنهم يختلفون فيما بينهم حيث
أنهم من بيئات مختلفة وأسر مختلفة .
• وأن يرشد التلاميذ إلى الطريق الصواب واختيار ما يناسب استعدادهم وميولهم
.
هذا ما تنادي به التربية الحديثة من مراعاة للفروق
الفردية والاهتمام باستعداد وميول التلاميذ ..
تعليقات موجزة على كتابات ابن مسكويه
تنم كتابات أحمد بن
مسكويه التربوية عن عقلية متفتحة باحثة عن القيم العملية الرفيعة لإسعاد الإنسان
وحماية المجتمع نظرياً وعملياً. لقد تفاعل ابن مسكويه مع التحولات الحضارية في
عصره فجاء فكره ترجمة صادقة لبعض قسمات المجتمع المسلم قبل ألف سنة حينما بدأ
يتأثر بافرازات الفكر اليوناني وغيره فظهرت ثلاث مدارس فكرية تتعامل مع الفكر
الوافد: المدرسة الوسطية التي تصطفي الصواب من التراث الوافد، والمدرسة الثانية
ترده تماماً، والمدرسة الأخيرة تقبله دون نقد. لقد جاءت أعمال ابن
مسكويه كمحاولة وسطية جادة للتوفيق بين تعاليم الدين وثمار الفلسفة بألفاظ لطيفة،
وبلغة سلسة المأخذ تستهوي النفس.
من الملاحظ أن أحمد بن مسكويه لم يتعرض
للتراث اليوناني بالنقد ولكن الكثير مما نقله يعد من القيم الإنسانية العامة التي
لا وجه لنقدها فنقَلها بعد انتقاء وتمحيص.
ذكرت الباحثة نادية جمال الدين (1995م) جملة
من الملاحظات في دراستها لأحمد بن مسكويه. فهي ترى أن بعض علماء المسلمين من
الفلاسفة نقلوا من تراث اليونان مثل ابن سينا والغزالي دون أن يصرحوا بذلك ولكن
ابن مسكويه صرَّح بأنه نقل من كتب اليونان. وأشارت نادية إلى أن ابن مسكويه لم
يذكر تفصيلات حول المادة العلمية التي ينبغي للصبي أن يتعلمها وفي نفس اللحظة لم
يشر إلى المعلمين وآدابهم كما يفعل سائر المهتمين بموضوع تهذيب الأخلاق. وذكرت أن
ابن مسكويه تأثر بالثقافات الوافدة ومن سلبيات هذا التوجه أنه تحدث عن تعليم
الصبيان وحدهم دون الفتيات .
هناك من يرى أن علم الأخلاق في الإسلام يجب
أن لا نخلطه بفلسفة اليونان. قال بعضهم " وقد قضت الشريعة المصطفوية حق علم
الأخلاق فلم تدع لأحد فيه مثالاً يقوله وكلاماً يتلكم به، فالكتاب والسنة يكفيان
لمن يريد إدراك هذا العلم والتحلي به عن تلك الكتب المشار إليها، فإن الصباح يغني
عن المصباح" هذا التوجه يلغي كتباً كثيرة من المكتبة الإسلامية قديما وحديثا
لكوكبة من علماء الإسلام ولا بد من دراسات مقارنة شريطة بيان ما يتعارض مع الدين
والتحذير منه كي لا يقع المحذور. يبدو أن كثرة المزالق الناجمة عن فتح هذا الباب
لاسيما في ميدان العقيدة من أهم الأسباب الداعية للتحذير من الخوض في فلسفة
الأخلاق وهو توجه له وزنه ومبرراته الوجيهة.
ومهما يكن من أمر تلك الملاحظات فإن أحمد
بن مسكويه علم من أعلام التربية وله فضل السبق في كونه من أوائل من تناولوا موضوع
الأخلاق وفلسفة التربية بعمق وتوسع وقام بإفراد موضوع التربية الأخلاقية في كتاب
محدد الغاية، عملي النزعة، منظم الموضوعات، واضح الأدلة، قوي البيان، يفيض بالأمل
والتفاؤل.
الخاتمة:
الحمدلله
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
نتائج
البحث :
توصل
البحث إلى ما يلي :
1-وجود
أفكار تربوية عديدة لابن مسكويه .
2-أن
الكثير من هذه الأفكار التربوية تتفق مع ما تنادي به التربية الحديثة .
توصيات
البحث :
في
ضوء نتائج البحث نوصي بالآتي :
دراسة
الآراء التربوية للعلماء والمسلمين, وبيان كيفية الاستفادة منها في الوقت المعاصر
.
المراجع:
(1) القرآن الكريم
(2 )عبدالرحمن, عائشة. (1970). تراثنا بين ماضي
وحاضر. القاهرة: دار المعار.
(3 )عبود, عبدالغني. (1978). دراسة مقارنة لتاريخ
التربية. القاهرة: دار الفكر العربي .
(4)عاقل, فاخر. (1983). قاموس التربية، بيروت، دار
القلم.
(5)النجيحي, محمد . (1967). مقدمة في فلسفة التربية.
القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
(6)علي, سعيد. (1978). أصول التربية الإسلامية.
القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
(7)أبولاوي, أمين. (1999). أصول التربية الإسلامية.
الدمام. دار ابن الجوزي.
(8)زياد, مصطفى. (2002). الفكر التربوي مدارسه واتجاهات
تطوره. الرياض: مكتبة الرشد .
(9)الخطيب, محمد ومصطفى متولي ونور الدين عبدالجواد
ومحروس غبان وفتحية الفزاني. (1995). أصول التربية الإسلامية. الرياض: مكتبة الخريجي.
(10)السبكي،عبدالوهاب.(2008).معيدالنعمومبيدالنقم،القاهرة،علياءللنشروالتوزيع.
(11) ويكيبيديا الموسوعة الحرة http://ar.wikipedia.org/wiki ،تم الاطلاع بتاريخ 27/12/1434هـ .
(12) أبوعلي أحمد بن محمد مسكويه ، الحكمة الخالدة
، تحقيق عبدالرحمن بدوي ، بيروت ، دار الاندلس ، 1980
([11])ويكيبيديا الموسوعة الحرة ،http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%88%D9%8A%D9%87،تم الاطلاع
بتاريخ 27/12/1434هـ .